تفوق أرتيتا و دور سكيلي كيف وصل أرسنال إلي مبتغاه

تعد مواجهات أرسنال وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا نادرة، حيث التقى الفريقان في ثلاث مباريات رسمية فقط. كانت المواجهة الأولى في دور الـ 16 من موسم 2005/2006، حيث حقق أرسنال فوزا تاريخيا 1-0 في ملعب سانتياغو برنابيو بفضل هدف تييري هنري. وفي مباراة الإياب على ملعب هايبري، انتهت المباراة بالتعادل السلبي، مما أدى إلى تأهل أرسنال للدور التالي. بعد ما يقرب من عقدين، التقى الفريقان مجددًا يوم أمس، في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، حيث فاز أرسنال 3-0 على ملعب الإمارات. سجل ديكلان رايس هدفين من ركلات حرة، وأضاف ميكيل ميرينو الهدف الثالث، ليقترب أرسنال من التأهل لنصف النهائي لأول مرة منذ عام 2009. بذلك، يتفوق أرسنال في المواجهات المباشرة مع ريال مدريد، محققا انتصارين وتعادل واحد دون أي خسارة..

واجه المدربان كارلو أنشيلوتي وميكيل أرتيتا بعضهما البعض في ثلاث مباريات رسمية جرت المباراتان الأوليان في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم 2019/2020، عندما كان أنشيلوتي مدربًا لإيفرتون وأرتيتا مدربًا لأرسنال في المباراة الأولى في 23 فبراير 2020، فاز أرسنال 3-2 على إيفرتون. وفي المباراة الثانية، في 19 ديسمبر 2020، فاز إيفرتون 2-1 على أرسنال. المواجهة الثالثة كانت يوم أمس، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث فاز أرسنال 3-0 على ريال مدريد بقيادة أنشيلوتي..

من المعروف عن ريال مدريد بالأخص الموسم الحالي، أن ضغط الفريق سيء للغاية سواء من حيث التمركزات أو حدة الضغط. كارلو أنشيلوتي، كما أن معدل الفريق في الـ" عمل دفاعي ل متوسط تمريرات" سيء (11.16) مع تواجد مبابي وفينيسيوس في هيكل واحد، يعتبر كأنه خسر لاعبين اثنين في حالة الضغط. وهذا بدوره يجعل التغلب على ضغط ريال مدريد سهلاً. بمجرد كسر خط ضغط ريال مدريد الأول، يكون الفريق في حالة تنظيم سيئة بسبب ترحيل باقي الفريق للقيام بالضغط بعد فشل الثنائي الأول مبابي وفينيسيوس..

مبابي وفينيسيوس لديهما مشاكل في عملية الضغط، سواء من حيث التمركز أو الحدة، وحتى الذكاء في كيفية التعامل. في مباراة أرسنال، كان فينيسيوس مكلفًا بقفل مسار التمرير لـ "بارتي"، وكان مبابي مكلفًا بقفل المسار على "سكيلي"، الذي تم استغلاله بشكل ممتاز من قبل "أرتيتا" في دور الظهير المقلوب للخروج من الضغط عن طريقه. بل، كان "سكيلي" العنصر الأهم في الخروج بالكرة طوال المباراة، بالاستلام في المساحة خلف مبابي وفينيسيوس.


مع مرور دقائق من المباراة، لاحظ "سكيلي" سوء فهم مبابي وفينيسيوس لعملية الضغط، فبقي يتمركز بشكل ممتاز، بل وبكل سهولة كان يقدر أن يخترق عمق ريال مدريد بمجرد الاستلام والدوران. وهذه حالات تكررت طوال المباراة، سواء كان "سكيلي" يتسلم الكرة بسهولة، أو الاستعانة بلاعب مثل "أوديغارد" لكي يساعد الفريق على الخروج بالكرة.

 


حالة أخرى، "سكيلي" يستلم بأريحية بين ثنائي ريال مدريد، ثم يستعين بـ "بارتي" كلاعب مساند، ثم يخترق عمق ريال مدريد بعد التفوق على الضغط، وأصبح فريق ريال مدريد في حالة تنظيم سيء بسبب عملية الترحيل. وأصبح أمام "سكيلي" خيارات عديدة.

 


حالة أخرى، "سكيلي" يستغل سرحان مبابي، يستلم بأريحية في العمق، ثم ينطلق للاختراق. "مبابي" قام بالضغط متأخرًا بعد أن نجح أرسنال في التفوق بالفعل.

 

ريال مدريد في الضغط المنخفض كان يعتمد على هيكل رقمي 4-4-2. مبابي وفينيسيوس يقفلان مسارات التمرير في العمق، ولكن كانا يفشلان أغلب الوقت. جود بيلينغهام ورودريغو مكلفين بالأطراف. جود بيلينغهام كان مكلفًا بالأخص بمراقبة "أوديغارد" والتحرك معه أينما كان. لاعبو أرسنال، مع تمركزاتهم بين الخطوط مثل "رايس" و"ميرينو"، كانوا يستلمون الكرة بأريحية. مع دخول "سكيلي" للعمق بهدف شغل "رودريغو" عن مساندة "فالفيردي"، ليصبح "مارتينيلي" في مواجهة فردية مع "فالفيردي"، وحينها يكون لديه أكثر من خيار، سواء الاختراق أو التمرير لـ "ديكلان رايس"، الذي يشغل المساحة بين قلب الدفاع والظهير الأيمن. أرسنال طوال المباراة كان يقرر نفس الفكرة في الاختراق عن طريق "مارتينيلي"، أو حتى "ساكا" و"أوديغارد" في الناحية الأخرى.

 



حالة تكررت طوال المباراة، أرسنال كان في حالة تجميع للعب ناحية الشمال. "ديكلان" متمركز في أنصاف المساحات، وكان يقدر أن يستلم الكرة بأريحية كما حدث في هذه الحالة التي كانت تتكرر طوال المباراة، وأصبح في موقف خطير للغاية. أرسنال تمكن من استغلال سوء تنظيم ريال مدريد، واستطاع أن يضرب ريال مدريد بين خطوطه أكثر من مرة باستغلال قدرات "رايس" في هذه الأدوار.

 



حالة تكررت طوال المباراة، أرسنال كان في حالة تجميع للعب ناحية الشمال. "ديكلان" متمركز في أنصاف المساحات، وكان يقدر أن يستلم الكرة بأريحية كما حدث في هذه الحالة التي كانت تتكرر طوال المباراة، وأصبح في موقف خطير للغاية. أرسنال تمكن من استغلال سوء تنظيم ريال مدريد، واستطاع أن يضرب ريال مدريد بين خطوطه أكثر من مرة باستغلال قدرات "رايس" في هذه الأدوار..

أرسنال دفاعياً كان فريقًا صارمًا للغاية، الجميع ملتزم بأدواره، ويتحرك بشكل دائم مع لاعب الخصم، يقفل مسارات التمرير، يقفل العمق بشكل صارم للغاية، ونظام "كومباكت" ممتاز. لم يكن هناك مساحة في أنصاف المساحات. ريال مدريد كان يلجأ لتدوير الكرة من أجل البحث عن مساحة، لكن الفريق سرعان ما كان يفشل. ريال مدريد كان يعتمد على تجميع اللعب في جهة، بالأخص الجهة اليسرى، ثم نقل اللعب للجهة الأخرى ناحية "رودريغو"، ولكن سرعان ما كان يقوم فريق أرسنال بالضغط القوي على "رودريغو"، الذي كان يلجأ إلى الرجوع إلى الوراء بالكرة.ريال مدريد فشل في جعل "رودريغو" أو "فينيسيوس" في موقف واحد على واحد.

 


في إحدى الحالات، "ألابا" يدخل للعمق في محاولة لجعل "فينيسيوس" في موقف فردي، ولكن ضغط أرسنال الممتاز أجبر "فينيسيوس" على الرجوع بالكرة إلى الدفاع. وهكذا استمر الحال طوال المباراة. ريال مدريد كان يفشل في اختراق نظام أرسنال الصارم. بل، ريال مدريد لم يكن لديه أحد يستلم في العمق بين الخطوط، أو وجود لاعب في العمق من الأساس بسبب تحرك مبابي على الأطراف. وهذا بدوره جعل لاعبي أرسنال بدون أي خطورة محتملة من العمق، وصعوبة اختراق من الأطراف. ريال مدريد فشل في وجود حلول من ناحية اللعب المنظم، لأن كل فرص الفريق أتت من خلال الفوضى، لا النظام.

 


مرة أخرى لشكل ريال مدريد الهجومي، لا يوجد ترابط بين الفريق. "ألابا" على الطرف عند استلام الكرة ليس لديه أي حلول للاختراق أو التقدم. "فينيسيوس" متمركز بعيدًا في العمق، ومبابي كذلك. ريال مدريد واجه مشكلة حقيقية طوال المباراة في كيفية اختراق أرسنال من اللعب المنظم. ريال مدريد لم ينجح في الوصول إلى "رايا" إلا عن طريق الفوضى البحتة.

تفوق أرتيتا ونظامه الصارم على ريال مدريد على كافة الأصعدة، حيث تصدى لجميع مميزات ريال مدريد الفرديه، وفي الجانب الهجومي قدم مباراة ممتازه كادت أن تذهب لنتيجة أكبر ولكن كورتوا رفض ذلك. يستمر أرسنال في السطو على ريال مدريد بوضع قدم ونصف للوصول إلى نصف النهائي، وعلى الناحية الأخرى يبقى ريال مدريد على أمل حدوث معجزه أخرى في البرنابيو..